لسانك حصانك ..ان صنته صانك
ميز الله عز وجل الإنسان عن بقية الكائنات بالعقل
والنطق ... !!!
تُرى ما هي الوسيلة التي من خلالها نتمكن من النطق؟!
اللــســان ....
حسبك أن تقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
وتطل على بعض الحكم التي يتداولها الناس
فترى من العجيب أن هذا العضو الصغير قد أخذ المقعد الكبير
في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي كتب العلماء والأدباء سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين
* لسانك حصانك إن صنته صانك وان خنته خانك *
هل تعلمون من هو لقمان الحكيم؟!
إذاً سأذكر لكم قصةً مشهورةً عن لقمان
قيل أن لقمان الحكيم كان عبداً حبشياً
أمره مولاه بقتل شاة .. وأمره بإحضار أطيب مضغتين منها
فأتاه بالقلب واللسان
فأمره مرة أخرى بقتل شاة .. وطلب منه إحضار أخبث مضغتين منها
فأتاه بالقلب واللسان
فتعجب مولاه وسأله عن ذلك
فأجابه :
ليس في الجسد مضغتان أطيب منهما إذا طابا ، ولا أخبث منهما إذا خبثا
ولآن هل علمت كم يحمل لقمان من الحكمة والفطنة؟!
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله " رواه البخاري ومسلم عن البشير بن النعمان
فهل ستوظف لسانك فيما يعود عليك بالمنفعة في الدنيا والآخرة؟
أم ستشغله في النميمة والغيبة والتجريح ليعود عليك بالضر في الدنيا والآخرة؟
انتظر .. ماذا تقصد أن يعود عليّ بالضر في الآخرة؟!
وهل سيحاسبنا الله على كل كلمة تلفظ بها لساننا؟!
يا الله .. ! ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله معاذ بن جبل رضي الله عنه؟!
قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه :
ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟
قلت : بلى يا رسول الله
قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد
ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟!
قلت : بلى يا نبي الله
فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا ... !
فقلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بنا نتكلم به؟
فقال : ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
يا الله .... ! ارحمنا برحمتك ... أويدخل المرء النار .. بسبب " اللسان " ؟!
نعم !! .. أما سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟!
حين سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل العبد الجنة وأكثر ما يدخل العبد النار؟
فأجابهم : تقوى الله وحسن الخلق
وأكثر ما يدخل الناس النار .. فأجاب : (( الفم والفرج ))
نعم .. فيما نوظف ألسنتنا في يومنا هذا؟
في الغيبة .. النميمة .. الكذب .. الشتم ..
لساننا الذي نشتم به .. ونكذب به .. ونغتاب به
سوف يشهد علينا يوم القيامة أمام الله عز وجل
حين سيقول :
لقد كذبت على فلان .. واغتبت فلان .. وشتمت فلان
وحرضت فلان على ارتكاب المعصية .. ولعنت فلان ..... و و و و
فيعترف بنفسه بخطاياه وذنوبه
في حين أنت واقف لا رد لك على اعترافات لسانك ... !
* احفظ لسانك يحفظك *
ولنقف وقفة بسيطة مع ... الغيبة ... !
هل تتخيل معي ناراً ضارمةً مشتعلةً مستوقدة؟
ألقِ فيها بعض الحطب .... في غضون عدة ثواني ... يصبح الحطب لا شيء
هكذا تصبح الحسنات ..... حين تلقيها في نار الغيبة
لا شيء
قال تعالى : " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه " سورة الحجراتفـالله عز وجل في هذه الآية يكرهنا بالغيبة
فحين تغتاب أخاك المسلم كأنك تأكل لحمه ميتاً ..... !!!!!
يا الله .. ما أبشع هذه الصورة ..... !
وهنا يبين الله عز وحل مدى بشاعة التحدث في أعراض الغير .. وغيبتهم
أخواتي النساء .. لنكن أقوى من ذلك .. ولنتحدى الشيطان وتوابعه
ولنكن أقوى من النفس الأمارة بالسوء
فأكثر أهل النار من النساء .. من غيبتهن .. ولعبهن بالكلامومما يوقعنا في شباك اللسان هو يسر الكلام
وسهولة الاسترسال في الحديث
فخروج سيل الكلمات هذا لهو يسير على اللسان
ولأن الإنسان بطبعه اجتماعي يخالط الناس
وتقوم علاقاته الاجتماعيه على كلامه مع الآخرين
فمن السهل الوقوع في الخطأ أثناء الكلام
لهذا نحن نرى العلماء والفقهاء في الدين الاسلامي
وأهل السلف الصالح .. هم قليلو الكلام ..
لا يتحدثون إلا في الخير وفيما يرضي الله عز وجل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "
إذا الرسول صلى الله عليه وسلم هنا يربط الإيمان بالله عز وجل
بالحديث والكلام ....... فالمؤمن الصالح هو الذي ينتبه على كلامه
ويتحدث في الخير .. وإن لم يكن كذلك .. يصمت
وقال سليمان بن داود عليه السلام :
إن كان الكلام من فضة .. فالسكوت من ذهب
فلسانك يمكن أن يكون مفتاحٌ لكنوز عظيمة ترفع بها درجاتك يوم القيامة
......
وظف لسانك فيما يرضي الله عز وجل .....!